فلسفتي في الحياة - الجزء الثالث
ملاحظة:
قبل قراءة الجزء الثالث هذا، عليك اولا قراءة الجزء الاول و قراءة الجزء الثاني لكي تفهم الموضوع و تترابط الاحداث و الكلمات لان هذا الجزء تكمله للاجزاء التي سبقته.
في الجزء الثاني، تطرقت لمثال حي يومي من تجربة حقيقية، غيرت حياتي و غيرت شخصيتي و بفضل هذه التجربة، انا انسان اخر افضل من ذي قبل.
في هذا الجزء، و الذي هو تكملة لما سبقه من الجزء الاول و الثاني، سوف اعرض ان شاء الله تجربة اخرى و مكملة للتجربة التي تطرقت اليها في الجزء الثاني. باختصار، سوف اكتب عن فلسفتي الثالثة في الحياة.
مما لا شك فيه، رياضيا، 2 > 1 و 3 > 1 الخ. الموضوع لا يقتصر على الارقام و الرياضيات بل يطبق على البشر كذلك.
عندما دخلت عالم اللينكس و المصادر المفتوحة، دخلتها لسبب محدد. كالعادة، لم اتعرض للموضوع في الجزء الثاني بل تركته لهذا الجزء لكي تتضح الصورة و تترابط. السبب الحقيقي الذي دفعني لكي اشترك مع مشاريع عديدة في عالم اللينكس و المصادر المفتوحة .. ليس النظام (لينكس) هو السبب الاساسي بل هناك سبب اخر. باختصار، العمل التطوعي الجماعي - هذه هي كلمة السر.
العمل التطوعي الجماعي - و تلك هي اول مرة اتعرف على العمل التطوعي الجماعي شخصيا - هو السبب الذي جعلني اكثر من مجرد مستخدم لنظام اللينكس. نعم، النظام غير حياتي لكن تلك كانت الشرارة فقط. من جعل الامر اسهل و اسرع و افضل و اقوى لدرجة اني مستمر فيه لحد الان، هو العمل التطوعي الجماعي ضمن فريق.
العمل التطوعي الجماعي - و تلك هي اول مرة اتعرف على العمل التطوعي الجماعي شخصيا - هو السبب الذي جعلني اكثر من مجرد مستخدم لنظام اللينكس. نعم، النظام غير حياتي لكن تلك كانت الشرارة فقط. من جعل الامر اسهل و اسرع و افضل و اقوى لدرجة اني مستمر فيه لحد الان، هو العمل التطوعي الجماعي ضمن فريق.
في البداية، كنت مستخدم مبتدأ جدا و كنت اواجه مشاكل عديده اضطرتني لطلب المساعدة. عندما كتبت عن مشكلتي و عرضتها على مجتمع Ubuntu، حدث ما لم اره في حياتي كلها .. لم يتطوع شخص او شخصين لمساعدتي، بل عشرات و الغريب جدا - في وقتها - انهم كلهم كانوا يتسابقون على مساعدتي باي طريقة كانت. لاني لم اشاهد مثل هذا الامر من قبل، توقعت انه صدفه .. لكن مع تكرار الامر، اتضح انه ليس صدفة ابدا. و في كل مرة، يزداد العدد من المتطوعين للمساعدة و في كل مرة اتعلم شئ جديد و اتعرف على اناس جدد.
كنت مندهشا و مذهولا جدا .. بسرعة البرق، عشقت الامر عشقا و احترق قلبي شوقا و لهفا لمعرفة السر الذي يدفع بهؤلاء الناس على ان يساعدوا شخصا لا يعرفون اي شي عنه سوى انه بحاجة لمساعدة على الانترنت فقط لا غير!
شعرت حينها برغبة عارمة و شديدة في ان اكون من ضمن هذه المجموعة و اعمل ما يعملون و بالفعل بدأت .. على الرغم من قله خبرتي في العمل التطوعي و قله معرفتي بما افعل و لم يكن عندي حينها الكثير لاقدمه لكني لم ابالي و بدأت.
تقريبا في سنة من الزمن، اصبحت من انشط و اكثر الناس مساعدة في مواقع Ubuntu و كنت لا اتأخر عن اي شخص يرغب بالمساعدة و في كل مرة، اتعلم الكثير و تزداد خبرتي تزايدا كبيرا جدا. ليس هذا فحسب، بل صرت اقدم دعما افضل بكثير من الذين هم اقدم مني في تلك المواقع.
بعدها، قررت ان انضم لاحد المشاريع و اكون احد افراد ذلك المجتمع الذي فيه اناس من كل دول العالم و فعلت ... و هكذا بدأت حياتي تتغير و بدأت مسيرة من العطاء و الانسانية و حب الخير و المساعدة و العلم و الخبرة .. الخ .. لا اريد لها ان تتوقف ما دمت حيا و ان شاء الله لن تتوقف.
و حينها و في اثناء العمل التطوعي الجماعي مع العديد من المشاريع و مع العديد من الناس من مختلف دول العالم، عرفت السر الذي جعل الناس - الذين لا يعرفون اي شي عني سوى اني بحاجة لمساعدة على الانترنت فقط لا غير - في ان يساعدوني بكل ما لديهم من وقت و خبرة .. السر هو:
قوة العمل التطوعي الجماعي
في البداية، كان الامر مبهم لكن ما ان مارست هذا العمل و دخلت في اعماقه حتى فهمت الموضوع. العمل التطوعي الجماعي ليس فقط كمية او نوعية بل فيه قوة خفية ايجابية مهوله تدفع الناس للتسابق في خدمة و مساعدة الاخرين - من غير مقابل.
في العراق، ثقافة العمل الجماعي تكاد تكون معدومة بالرغم اني اجد بعض المشاريع و الشباب هنا و هناك يحاولون الخوض في هذا الامر لكن على استحياء و ما زال ينقصهم الكثير - حسب راي الشخصي. فقد ترى مجموعة من الشباب يعملون على مشروع معين بطريقة جماعية نوعا ما لكن من الصعب جدا ان تجد مشروعين لهما نفس الاهداف و نفس الفكرة و نفس الغاية لكن المشروعين لا يوجد اي تعاون يذكر فيما بينهما. للاسف هذا الامر لكي يحل يتطلب وقت و جهد و صبر و نشر لثقافة العمل الجماعي و الوعي .. الخ. في المشاريع و المجتمعات التي شاركت فيها .. الامر على النقيض تماما .. فانت ترى 10 مشاريع ل 10 مجتمعات كلها تساعد بعضها البعض الاخر لمجرد وجود تشابه بين هذه المشاريع ال 10 المختلفة قليلا.
كذلك الحال بالنسبة للعمل التطوعي في العراق - ما يزال حديث العهد - لكن في العمل التطوعي، يكاد الامر يكون افضل قليلا.
كذلك الحال بالنسبة للعمل التطوعي في العراق - ما يزال حديث العهد - لكن في العمل التطوعي، يكاد الامر يكون افضل قليلا.
هناك فرق بين العمل التطوعي و العمل الجماعي.
ليس كل عمل تطوعي جماعي و ليس كل عمل جماعي تطوعي.
افضل الانواع هو العمل التطوعي الجماعي.
ان ما يستطيع الفرد الواحد في المجتمع - مهما بلغ من خبرة و معرفة و لديه مهارات و ذكاء الخ - ان يفعله، لا يمكن باي حال من الاحوال مقارنته لا من قريب و لا من بعيد مع ما يمكن ان يفعله "فريق" بالكامل او مجموعة من الاشخاص و لقد رأيت بعيني هذا الامر و ليس هذا فحسب؟ بل و شاركت و كنت جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة التي تستطيع اذلال المستحيل و تقهر اي صعوبة مهما كانت.
حقيقة و الحق يقال، لم اكن لاعرف كل هذا لو لم اشارك في هكذا نوع من الاعمال (الاعمال التطوعية الجماعية) و لذا، لا ارغب بعد اليوم ان الوم الشعب العراقي ف الوم لا و لن يجدي نفعا .. سوف احاول ان ابين الحالات السلبية و ان اعرض الحلول لها. كونك توجه اي انتقاد بدون ان تضع الاسباب و الحلول و البدائل فأنت لا تعمل معروفا بل تزيد الطين بله لان نسبة السلبية سوف تزداد .. و المجتمع العراقي - لاسباب عديدة - مجتمع سلبي بكل امتياز و حان الوقت لاي شخص عراقي ان يحاول و يبدأ من نفسه ان يكون ايجابي و ان ينشر الايجابية و ليس فقط يحتفظ بها لنفسه.
على الشعب العراقي ان يعملوا معا .. على الشعب العراقي ان يستغلوا اوقات الفراغ - خصوصا الشباب - في الاعمال الايجابية و التطوعية خدمة لنفسهم اولا و لمجتمعهم ثانيا .. على الواعين و المثقفين من الشعب العراقي الذين لديهم معرفة و خبرة و مهارة معينة ان لا يحتفظوا بهذا لنفسهم بل ينشروها للجميع لتعم الفائدة .. و يجب على الجميع ان يعرف امرا مهما الا و هو ان الشعب العراقي لا يحتاج الى قائد لكي يقوده في اي اختصاص او مجال .. الشعب العراقي من اذكى الشعوب في العالم و ان اراد الحياة بطريقة مختلفة (افضل، احسن، ارقى .. الخ) عليه ان يبدأ من نفسه و يكون كل فرد هو التغيير الذي يريد ان يراه من حوله. و بهذا، يكون كل فرد هو قائد نفسه و يقود نفسه و بدل ان يكون هناك قائد اوحد يتحول لدكتاتور (في اي مجال في الحياة ليس في السياسة فحسب) بسبب ان الجميع يريد منه ان يكون هو القائد و الجميع يساهم في خلق دكتاتور او قائد اوحد .. يكون الشعب كله قادة يقودون انفسهم و البلد الى مكان لم يذهب اليه احد من قبل.
حقيقة و الحق يقال، لم اكن لاعرف كل هذا لو لم اشارك في هكذا نوع من الاعمال (الاعمال التطوعية الجماعية) و لذا، لا ارغب بعد اليوم ان الوم الشعب العراقي ف الوم لا و لن يجدي نفعا .. سوف احاول ان ابين الحالات السلبية و ان اعرض الحلول لها. كونك توجه اي انتقاد بدون ان تضع الاسباب و الحلول و البدائل فأنت لا تعمل معروفا بل تزيد الطين بله لان نسبة السلبية سوف تزداد .. و المجتمع العراقي - لاسباب عديدة - مجتمع سلبي بكل امتياز و حان الوقت لاي شخص عراقي ان يحاول و يبدأ من نفسه ان يكون ايجابي و ان ينشر الايجابية و ليس فقط يحتفظ بها لنفسه.
على الشعب العراقي ان يعملوا معا .. على الشعب العراقي ان يستغلوا اوقات الفراغ - خصوصا الشباب - في الاعمال الايجابية و التطوعية خدمة لنفسهم اولا و لمجتمعهم ثانيا .. على الواعين و المثقفين من الشعب العراقي الذين لديهم معرفة و خبرة و مهارة معينة ان لا يحتفظوا بهذا لنفسهم بل ينشروها للجميع لتعم الفائدة .. و يجب على الجميع ان يعرف امرا مهما الا و هو ان الشعب العراقي لا يحتاج الى قائد لكي يقوده في اي اختصاص او مجال .. الشعب العراقي من اذكى الشعوب في العالم و ان اراد الحياة بطريقة مختلفة (افضل، احسن، ارقى .. الخ) عليه ان يبدأ من نفسه و يكون كل فرد هو التغيير الذي يريد ان يراه من حوله. و بهذا، يكون كل فرد هو قائد نفسه و يقود نفسه و بدل ان يكون هناك قائد اوحد يتحول لدكتاتور (في اي مجال في الحياة ليس في السياسة فحسب) بسبب ان الجميع يريد منه ان يكون هو القائد و الجميع يساهم في خلق دكتاتور او قائد اوحد .. يكون الشعب كله قادة يقودون انفسهم و البلد الى مكان لم يذهب اليه احد من قبل.
قال البرت انيشتاين:
"الشخص الذي يتبع الناس او الحشد سوف يذهب بالعادة لنفس المكان الذي سوف يذهب اليه الحشد و ليس ابعد من ذلك. لكن الاشخاص الذين يسيرون لوحدهم فمن المحتمل ان يجدوا انفسهم في مكان جديد مختلف لم يذهب اليه ابدا اي شخص من قبل."
لنكن واقعيين .. لنكن صادقين مع انفسنا اولا .. نحن من اختار الكسل و الاعتماد على شخص اخر .. متناسين الحديث الشريف للرسول (ص):
"كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته .. "
و هذا - بحسب رأي الشخصي - هو سبب كل او اغلب المشاكل في المجتمع العراقي.
لكي اختم المقاله و التي ربما صارت طويله جدا - المعذره - اريد ان اوجز الموضوع بعبارة التي هي حكمتي او فلسفتي الثالثه التي تعلمتها و اعيش بها:
"كلنا اذكى من اي شخص فينا."
اتمنى من الجميع ان يقف كثيرا عند هذه المقوله و يتمعن بها كثيرا .. ففيها قوة عظيمة .. ان استطعت ان تفهم معنى العبارة .. سوف تفتح في وجهك ابواب عديدة ﻻ و لن تفتح ابدا مهما بلغت انت من قوة و ذكاء و خبرة و علم و ثقافة .. الخ .. لانه .. كلنا مجتمعين (كفريق او كمجتمع او كشعب) اذكى و اقوى و افضل و احسن .. الخ من اي شخص فينا :)
و الشي بالشي يذكر .. هناك فلسفة اخرى عظيمة جدا تقول:
"I am because we are"
هذا شعار لو نظرت اليه عن كثب لوجدت انه يتكون من 3 اشخاص كل واحد فيهم يمسك بيد الاخر و هذه هي بالضبط فلسفه الاوبنتو :)
شكرا جزيلا للقراءة و اتمنى ان تكون هذه الاجزاء الثلاثه مفيدة لكل من قرئها :)
No comments:
Post a Comment